لا عُذر لنا
شاهدت مقابلة مع لاعبي منتخب مصر لكرة القدم بعد المباراة التي تأهلوا فيها إلى دور 16، ولفت نظري أنهم يقولون أنهم يواجهون وقتًا صعبًا، ولكنهم كانوا رجالًا واستطاعوا التغلب عليها ولم أستطع أن أتمالك نفسي من الضحك، لأنهم أولًا لم يتأهلوا إلا بتعثر منتخب غانا وتعادله أمام منتخب موزمبيق، وثانيًا هو هل تخرج ملاعب كرة القدم رجالًا؟ ماذا نقول عن أهلنا في فلسطين؟ ولكن ما هكذا تورد الإبل! لاعبي منتخبات كرة القدم يقومون بعملهم، في كل العالم تقريبًا، المشاهير في مجالات الفن والغناء يتصدرون الواجهة في كل مكان تقريبًا! وليس هؤلاء هم سبب تخلفنا. ما يُحزن هو الجانب الآخر؛ يكون الإنسان في أشد درجات البؤس حينما ينظر إلى أمة الإسلام من غانا إلى فرغانة ويرى حالها بين الأمم، نحن لا نضيف شيئًا بالقدر الكافي إلى الحضارة، نستهلكها، ضيوفًا ثقلاء عليها. وإذا خرج من بيننا من يبغي الإصلاح تكالبنا عليه، ووضعنا له العقدة في المنشار، وهو شيء لا نفعله مع الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، إذ نخاف أن ننكر عليهم فسادهم بقلوبنا حتى! بينما عرفت الأمم الأخرى فلزمت، قدمت خيارها، وأخرت شرارها، ونجحت في جعل ما تريده واقع...