أنا وأخي
العائلة هم الذين وجدناهم حولنا منذ فتحنا أعيننا في الحياة، حتى لو كان الفارق بيننا عامًا بأكمله في حالتي أنا وأخي عبدُالرحمن! أتذكر مصائب طفولتي أكثر مما يمكنني تذكر حدث مُعاصر، يوم خرج علينا الكلب الكبير من الحجرة وكاد أن يُغمى على من الخوف، أو يوم كدنا أن نموت صعقًا بالكهرباء، ولكنها لاشئ مقارنة بالمصائب التي كانت تحدث مع أخي عبدالرحمن، أو المصائب التي كان يُحدثها! لا أذكر متى حضر صديقي عبدالرحمن بالضبط، ولكنني وجدته بجانبي منذُ وعيتُ على الدنيا، كان هناك أبي وأمي وأخي عبدالرحمن، كنتُ أحتفظ بنعومة أظافري، بينما كان عبدالرحمن يخدش بأظافره كل شئ، يحفر حفرة الكرات الزجاجية، أو يضع مسمارًا حديديًا في الكهرباء (هذه المرة التي كنا سنموت بالكهرباء لولا لطف الله) أو يجمع بيض الحمام. كان يطارد الأرانب حتى جحورها عندما تخرج لأكل الخس والجرجير من حديقة منزلنا ويتشاجر مع طلبة والدي عندما يحضرون لدروسهم، ولم يكن حجمه الصغير يقف حائلًا بينه وبين أي شئ، فكانت شقاوته مصدر شقائه ومصدر شقاء من حوله، إذ أنه لايكاد يهدأ، ولم يكن يغمض له جفن حتى يتفوق على نفسه، في أي شئ، سيفاجئك دائمًا، بعد أ...