انعكاسات - عبدالله خميس

كتاب الأمير لمكيافيللي على مقهى العلا، مطروح 2014   أنا أعترف بخطيئتي، أنا أحب الحروب مثلي مثل بقية الرجال في العالم، نأخذ كل شيء على أنها حرب، كسب لقمة العيش حرب، والحصول على قلب الحبيبة حرب، والفوز في الألعاب حرب، حتى لو كانت مباراة كرة قدم ودية تافهة، فنحن نأكل أرض الملعب حتى نفوز، نعصر أذهاننا لننتصر في حرب الدومينو، ونرفع أصواتنا عاليًا لننتصر في معركة الصوت العالي إذا خسرنا. تقودنا رغبتنا في الفوز إلى قراءة كتب عن الاستراتيجيات التي تُطبق في الحروب، ومشاهدة الأفلام التي يكون فيها مستوى عالي من التخطيط، ونتعلم من أناس لا يجب أن نتعلم منهم، وكنت أنا أقرأ كتب مثل الأمير لمكيافيللي، صاحب مقولة الغاية تبرر الوسيلة، وفن الحرب ل سون تزو، الذي يقال أنه مجموعة من استراتيجي الحروب وقادتها في الصين، ومن المستحيل أن يكون كاتبًا واحدًا قد أبدع هذا الكتاب. زادتني هذه الكتب وتجربتي في الحياة عنفًا وضراوة، وكنت متأهبًا للرد في أي لحظة، وفي أي وقت، وكل شيء يتحول في حياتي إلى قتال، حينما أردت أن أتدرب على رياضة قتالية لأحول حياتي من قتالات مملة إلى قتالات فيها تكسير عظام اصطدمت بحاجز الأمان. ك...

(1)  بتمريرة واحدة، ودون أن ينظر، ليونيل ميسي يُقصي ستة مدافعين من هولندا، من ضمنهم أفضل مدافع في العالم، سمعت المعلق الإنجليزي يقول: "شطرهم ميسي إلى نصفين (في إشارة إلى تمريرته الخارقة) والباقي كان بسيطًا"  في إشارة إلى هدف مولينا، رغم أن افتكاك الكرة أمام أفضل مدافع في العالم ليس شيئًا بسيطًا، ولكن بمساعدة ميسي كل شيء يصبح سهلًا. " Messi cut them in half, and the rest was simple" ابتسمت، وقلت يا لهُ من تعبير. (2) البرازيل منتخب يستمتع بكرة القدم أكثر من غيره، سمه غرورًا أو سمه ما شئت، ولكن المغرور حقًا كان مدرب هولندا، فان غال، الذي تمادى في الغرور ومدح المنظومة الهولندية وذم الأرجنتين لدرجة استفزاز ليونيل ميسي وإغضابه. اتق شر الحليم إذا غضب، احتفل ميسي أمامه وكاد أن يشتبك معه، تحدث كثيرًا في المؤتمر الصحفي قال أننا لم نرى الكرة الحديثة ولا تطوير أسلوب كرويف، كل ما رأيناه كان فريق عاجز يلعب العرضيات طوال المباراة، مشيرًا إلى أسلوب هولندا أمام الأرجنتين.  وقال أيضًا: "لا أحب أن يتحدث الناس قبل المباراة. هذا ليس جزءًا من كرة القدم. نحن نحترم الجميع ، وأحب أن يح...

 كيف توقعت خروج البرازيل؟ إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه أو كما يقول الإنجليز: When the tree is fallen, everyone runs to it with his axe من متابعتي لأحداث كأس العالم على وجه العموم ولاعبي البرازيل على وجه الخصوص وإدراكي أن الفريق المثالي لا يمكن أن يوجد إلا في البرازيل شاهدت الظاهرة رونالدو يزور اللاعبين ليشجعهم بعد فرحتهم باختيارهم في تشكيلة المنتخب البرازيلي، وفور أن تنتهي المحادثة يمسحون على أقدام الظاهرة ثم يمسحون أقدامهم في إشارة للتبرك بأقدامه، ثم لا يتمالك رونالدو نفسه من الضحك على هؤلاء الفتية. نقاط قوة لاعبي البرازيل هي أن أغلبهم صغار السن، هكذا ظهر بيليه مع المنتخب للمرة الأولى، وهكذا ظهر نيمار، كانوا يلعب مع فريق الشباب، ومع المنتخب الأول في نفس الوقت، ويحبون لعب الكرة الصعبة على لعب الكرة السهلة، و يلجؤون للحلول الفردية قبل الحلول الجماعية، وثقتهم ببعضهم البعض كبيرة جدًا، وهذه نقاط ضعفهم المميتة أيضًا. يقول المثل "مطرح ما تآمن تخاف"، ماذا لو أن قوتك انقلبت عليك، لقد استنفذت حظوظك في الحصول على فريق ممتاز A Team ومتكامل، خط هجوم شرس، وخط وسط ممتاز، وقلبي دفاع روحهم عا...

  توقعت خروج البرازيل من دور الأربعة في كأس  العالم وخرجت، وهذه مفاجأة كبيرة حتى بالنسبة لي! أعترف أن ما كنت أفعله منذ بداية البطولة من غض الطرف عن البرازيل، وقوة لاعبيه، ومتعة الأداء والزخم الذي يبنيه من انتصاراته المتتالية، وتشجيع الكاميرون، ثم تشجيع كوريا الجنوبية، ثم منح الفرصة لمنتخب كرواتيا، هو عبارة عن ميكانيزم دفاعي للاستمتاع بكأس العالم لأطول فترة ممكنة. ماذا سأفعل عندما أشجع البرازيل، ثم تخسر في دور الأربعة، رغم كل الأرقام والمعطيات، كنت سأواجه العالم بموجة من الإنكار مثلما يحدث الآن على السوشيال ميديا، ولن أعود لمتابعة مباريات كأس العالم بنفس الترقب والاستمتاع.  لو كانت كرة القدم تخضع للتوقعات لانتهت من خمسينيات القرن الماضي، كأس العالم يؤكد لنا فكرة أن كرة القدم خارج التوقعات، ولا يخضع للأرقام ولا للمعطيات، هذا ما تعلمناه كلاعبي كرة قدم في الملعب، ولا تخضع للعواطف، ولا ترضخ للأسماء.

  بعد الهدف الثالث الذي أحرزته البرازيل أمام كوريا الجنوبية وقف اللاعبون البدلاء في حلقة حول المدرب (صاحب ال61 عامًا) لمعرفة أي رقصة سيجعله ريتشارليسون (صاحب ال25 عامًا) أن يؤديها، ولم تمر لحظات حتى أصبح العجوز يهز رأسه وعقبه مثل الديك الرومي، فيما سمي برقصة الدجاجة. في المؤتمر الصحفي انتقد كثيرون هذا الفعل ووصفوه بالمهين لفريق الخصم، ولكن "تيتي" مدرب البرازيل نفى هذا الاتهام، ورد بأن اللاعب طلب منه الرقص معهم ولذا أخبره أنه سيفعل إذا سجل هو هدفًا، وهكذا شاهدنا هذا المشهد الطريف. هذا الفريق الذي جاء إلى كأس العالم ليستمتع فقط على ما يبدوا سيواجه منتخب كرواتيا اليوم، الذي يأتي مسلحًا بخبرة لاعبين أقوياء، أمثال مودريتش، الذي سيواجه كاسيميرو، زميله السابق في ريال مدريد، القدم بالقدم، والرأس بالرأس، وبينما تملك البرازيل نيمار الذي سجل في ثلاثة كؤوس عالم متتالية، فإن كرواتيا لديها برزيتش، الذي فعل المثل وعادل المباراة أمام اليابان.  تملك كرواتيا أيضًا حارسًا استثنائيًا ساعدهم في الفوز على اليابان في ضربات الترجيح، صحيح أن البرازيل لديها نيمار، الفتى الذهبي وقائد موقعة 6-1 برشل...

  أحببت كرة القدم في الشارع قبل كل شئ، بالممارسة قبل المشاهدة، ثم أحببتها أكثر بمشاهدتي لكابتن ماجد، أو كابتن تسوباسا باليابانية، هذا الخيال الممتع كان بوابتي لمشاهدة الرسوم المتحركة بصفة دورية، ومعرفتي لهذا العالم عن قرب. هناك نوعين في هذا العالم، قصص رياضية، وقصص غير رياضية، أسماء مثل Salm Dunk و Kuroko No Basket و  Haikyuu!! و Inuzma Eleven و الأنمي الرياضي المفضل لدي على مر العصر Giant Killing تتناول بعدًا مختلفًا في الرياضة، ولكنها متشابهة للغاية. تتشابه القصص الرياضية في محاولتها لتعزيز الروح الرياضية، والعمل الجماعي، والثقة في أفراد الفريق، وتحاول دائمًا أن تسحب الغير رياضيين لعالم رياضة معينة بطريقة ناعمة. أنمي مثل Hajime No Ippo يسحبك لعالم الملاكمة والمخاطر التي يتعرض لها الملاكمين، وماهو الفرق بين الأبطال، وبين من هم ليسوا كذلك، "سلام دانك" و "كروكو نو باسكت" يسحبانك لعالم كرة السلة، هايكيو يسحبك لعالم كرة الطائرة. اليابان دولة رائدة في صناعة الأنميشن، وبعد الانفتاح الثقافي أصبحت قوة الرسوم المتحركة والقصص التي تنتجها اليابان أقوى حتى من أفلام هوليود، من ...

  في ملحمة درامية لا يحلم بها حتى كتّاب السيناريو في هوليود تأهل سون هيونغ مين مع منتخبه بفرق الأهداف عن الأورغواي. سون هيونغ مين لاعب كوريا الجنوبية الذي حصل على تعاطف كبير حول العالم بسبب تعرضه لإصابة في جفن العين قد تحول بينه وبين لعب كرة القدم للأبد، ولكنه عاد ليلعب مع منتخبه في دور المجموعات. ساهم في صناعة هدف الفوز، وكنت أشاهد المباراة باستغراب شديد، هؤلاء اللاعبين قصار القامة كانوا يقفزون أعلى من لاعبي البرتغال ويسجلون الأهداف برأسيات قوية مفاجئة. كنت سعيدًا لسعادة هذا اللاعب بالخصوص، أحد أفضل اللاعبين في كرة القدم، نطلق عليه نحن المصريون "السالك" لايغش ولايخدع ويلعب الكرة السهلة، وهو بذلك أحد أفضل سفراء بلاده والثقافة الكورية في الخارج. 6 دقائق تفصل المتأهلين عن دور ال16 كانت هي الأطول في حياة سون هيونغ مين، حيث تحتاج الأورغواي لهدف وحيد فقط للتأهل، وتأهلت كوريا الجنوبية، واحتفل محبي الK-Pop أكثر من الكوريون أنفسهم. كحبكة جانبية يواجه اليوم سون هيونغ مين زميله ريتشارليسون في توتنهام، الذي سجل برأيي أجمل هدف في كأس العالم. البرازيل أمام كوريا الجنوبية مباراة محسومة سلف...

  مباراة البرازيل والكاميرون كانت مباراة مليئة بالرمزيات. ايتو لاعب الكاميرون وهدافها التاريخي والفائز بجائزة أفضل لاعب أفريقي في العام أربع مرات كرقم قياسي في أعوام 2003 و2004 و2005 و2010 كان حاضرًا لمشاهدة البرازيل تنسحق برأسية أبوبكار! هكذا هدف وحيد في الدقائق الأخيرة قتل المباراة تمامًا، احتفل ابو بكار بخلع قميصه، وحصل على بطاقة حمراء، لن يقلق بشأن لعبه للمباراة القادمة، الكاميرون تودع كأس العالم، شأنها شأن تونس، مرفوعة الرأس، بهزيمة منتخبات قوية، مثل البرازيل وفرنسا. ولكن هذا لا يعني أي شئ، لأن البرازيل وفرنسا بالإضافة إلى 14 منتخبًا آخر يتنافسون على كأس العالم، والكاميرون وتونس سيشاهدون اللعبة، وسيصفقون للمنتصر. كلها رمزيات.