المشاركات

عرض المشاركات من 2024

أنا وأخي

صورة
  العائلة هم الذين وجدناهم حولنا منذ فتحنا أعيننا في الحياة، حتى لو كان الفارق بيننا عامًا بأكمله في حالتي أنا وأخي عبدُالرحمن! أتذكر مصائب طفولتي أكثر مما يمكنني تذكر حدث مُعاصر، يوم خرج علينا الكلب الكبير من الحجرة وكاد أن يُغمى على من الخوف، أو يوم كدنا أن نموت صعقًا بالكهرباء، ولكنها لاشئ مقارنة بالمصائب التي كانت تحدث مع أخي عبدالرحمن، أو المصائب التي كان يُحدثها! لا أذكر متى حضر صديقي عبدالرحمن بالضبط،  ولكنني وجدته بجانبي منذُ وعيتُ على الدنيا، كان هناك أبي وأمي وأخي عبدالرحمن، كنتُ أحتفظ بنعومة أظافري، بينما كان عبدالرحمن يخدش بأظافره كل شئ، يحفر حفرة الكرات الزجاجية، أو يضع مسمارًا حديديًا في الكهرباء (هذه المرة التي كنا سنموت بالكهرباء لولا لطف الله) أو يجمع بيض الحمام. كان يطارد الأرانب حتى جحورها عندما تخرج لأكل الخس والجرجير من حديقة منزلنا ويتشاجر مع طلبة والدي عندما يحضرون لدروسهم، ولم يكن حجمه الصغير يقف حائلًا بينه وبين أي شئ، فكانت شقاوته مصدر شقائه ومصدر شقاء من حوله، إذ أنه لايكاد يهدأ، ولم يكن يغمض له جفن حتى يتفوق على نفسه، في أي شئ، سيفاجئك دائمًا، بعد أ...

هل من الأفضل أن تحتفظ بكتاباتك لنفسك؟ الإجابة لا، وإليك السبب

صورة
 لا أحد يهتم بك على فكرة! هكذا وصلتني الرسالة:- "يجب عليك يا عبدَ الله أن تتوقف عن الكتابة. ويجب عليك أن تتوقف عن محاولة صياغة أفكارك ومشاركتها مع الناس. ويجب عليك أيضًا أن تتوقف عن كونك مثل كتاب مفتوح؛ بمشاركة حياتك وذكرياتك الشخصية، لا أحد يهتم بك على فكرة!" = التوقف عن الكتابة من سابع المستحيلات بالنسبة لي. - إذًا اكتب. ولكن احتفظ بكتاباتك لنفسك. = لا، قرأت ذات مرة أن الإنسان يتقن صناعته إذا كان سيعرضها، ولو جزئيًا على الناس، ويهملها تمامًا، إذ لن يراها أحد غيره، ويعتبر مشاركة أفكاره دافعًاا إضافيًا، إن لم يكن الوحيد لتحسين مايكتب. - إذًا اكتب ولكن بطريقة غامضة، لا تجعلها واضحة ومباشرة وصريحة مثلما تفعل، حتى لا يمكن لأحد أن يحكم عليك، وكن مثل حلوى الهلام، لا يمكن لأحد أن يمسك بها. = ههه هذه طريقة ملتوية، ولا تصل بأي منا إلى أي مكان، أنا أفضل أن أكون شجاعًا ومفيدًا، قادرًا على التعبير عن رأيي بوضوح، على أن أكون غامضًا وعديم القيمة، ليس لدي القدرة لتكوين رأي حتى، وهذان هما الخياران المتاحان أمامي الآن. - إذًا كن شجاعًا في التعبير عن مواضيع مهمة فقط، مثل أمور العلم والدين، ول...

لا عُذر لنا

صورة
  شاهدت مقابلة مع لاعبي منتخب مصر لكرة القدم بعد المباراة التي تأهلوا فيها إلى دور 16، ولفت نظري أنهم يقولون أنهم يواجهون وقتًا صعبًا، ولكنهم كانوا رجالًا واستطاعوا التغلب عليها ولم أستطع أن أتمالك نفسي من الضحك، لأنهم أولًا لم يتأهلوا إلا بتعثر منتخب غانا وتعادله أمام منتخب موزمبيق، وثانيًا هو هل تخرج ملاعب كرة القدم رجالًا؟ ماذا نقول عن أهلنا في فلسطين؟ ولكن ما هكذا تورد الإبل! لاعبي منتخبات كرة القدم يقومون بعملهم، في كل العالم تقريبًا، المشاهير في مجالات الفن والغناء يتصدرون الواجهة في كل مكان تقريبًا! وليس هؤلاء هم سبب تخلفنا. ما يُحزن هو الجانب الآخر؛ يكون الإنسان في أشد درجات البؤس حينما ينظر إلى أمة الإسلام من غانا إلى فرغانة ويرى حالها بين الأمم، نحن لا نضيف شيئًا بالقدر الكافي إلى الحضارة، نستهلكها، ضيوفًا ثقلاء عليها. وإذا خرج من بيننا من يبغي الإصلاح تكالبنا عليه، ووضعنا له العقدة في المنشار، وهو شيء لا نفعله مع الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون، إذ نخاف أن ننكر عليهم فسادهم بقلوبنا حتى! بينما عرفت الأمم الأخرى فلزمت، قدمت خيارها، وأخرت شرارها، ونجحت في جعل ما تريده واقع...