لاتنافسني ولا أنافسك

هل يمكن أن يحصل الجميع على الجائزة الكبرى دون أن يخسر أحد؟
يمكن أن يحدث، ولكن سيصبح مملًا جدًا أن "نلغي الحروب ونجمع ورود"،
ستنعدم المنافسة، ويصبح إقبال الناس على الحياة أكثر، وعلى المسابقات أقل،
سيخسر الاقتصاد وتنعدم فكرة كسر الأرقام القياسية.

الصورة لطفل يحتفل بعد فوز فريقه بشد الحبل في دار الأيتام بمطروح 2016

المنافسة هي  شُعور يَحْمِل على مسابقة شخص في مُباراة للفَوْز والتَّفوُّق عليه، زي أنه حد يقول لك تعالا ووريني نفسك، أو انتزاع زبائن واكتساب أرض جديدة، من أشهر المنافسات في عالم الرجال هي المضاربات وتحدي القوى! وممكن تتطور هذه المنافسات ويحمى وطيسها وتصل لدرجة جريمة القتل الناتجة عن العنف الزائد، أو الكراهية الشديدة للمنافس! خصوصًا لو كان منافس قوي، أو قليل الأدب ومُستفز. 

إنما أنا كشاب عشريني من الجيل اللي اتدلع ونشأ واتربى على العز،
وعمره ماحس بالنقص وهو صغير، ولا وهو كبير، أستطيع الحديث عن كيف كان سيتحسن وضعي بالمدرسة أو في العمل إلى المالانهاية لو أخذت شوي روح تنافسية، القليل فقط، ولكن اللي محتاجه يوصل أنه المنافسة جاية معايا بالعكس،ماشية معايا بالسالب.

تعالا وورينا نفسك = استنوني أنا مش جاي
مش ناوي تفوز علي = حبيبي تسلم
لقيت شغل برا أحسن = دوس ياباشا
لقيت شغل برا أرخص = دوس ياباشا علطول
والله اللي علمك ظلمك = الله يسامح
فلان زميلك أشطر واحد في المجرة = طبعًا ده أشطر واحد

لا أُنكر أن جزء كبير من هذه الردود الفورية جاءت مع الوقت، وبقولها في نفسي بس ومتطلعش من عقلي في غالب الوقت، لأنها جاية من محاولات إنكار الذات وتوفير الطاقة، لأنه في الغالب عقلي مش معايا، وعنده تحديات مهمة بيحاول يحلها، ولذا أعطي نفسي الحق بالتمادي في الاستعراض والتباهي بالقدرات والتقليل من شأن المنافس وجعله أكثر رغبة في المواجهة النِد بالنِد! أنجذب للأشخاص اللي دمهم حامي وعندهم نفس لعمل أي شئ، أبسطها المُصافحة! فيه واحد يرحب عليك يعجبك، وواحد يرحب عليك يبقى ماتريدلش خلطة.

"إذا لم تكن تحب منافسيك , تعلم كيف تحبهم , وتثني عليهم , 
وتستفيد منهم ,انتقد خصومك بشكل راقي وصريح  ولكن بأمانة"
ستيف جوبز، رجل أعمال,عالم كمبيوتر,مخترع (1955 - 2011)

مؤخرًا تعلمت احترام المنافسين، والخصوم كمان، باعتبارهم منافسين أو خصوم على الأقل! باعتبارها وقود ومصدر أساسي في إبقاء شعلة الطموح متقدة، ثم التصرف على هذا الأساس. كنت أسخر من الكلام لما ألاقي طفل صغير يقول لي اشتغل على نفسك شوية، أو غريب يقول لي محتاج تتثقف أكثر! "أيش فهمه هو" أقول في نفسي. ولسا بقول. بس صار الواحد يحترم نفسه أكثر، باحترامه للمنافسة.

"سواء كان ذلك في غوغل أو أبل أو البرمجيات الحرة ، 
نحن لدينا منافسون رائعون وهذا يساعدنا على العمل".  
بيل غيتس، رجل أعمال,أغنى رجل,حامل الرقم القياسي

أكبر مُنافس يمكن لأي حد يواجهه هو نفسه، سواء كان رجل عائلة أو لاعب شطرنج أو كاتب أو مخرج أفلام، كيف تتفوق على نفسك؟ هذا هو السؤال الأزلي المُحير! سؤال بدون كتالوج!
لازم تطور نفسك! بس كيف! .. سهل تطور حد غيرك، يكون عندك نظرة وتقول له اعمل واحد اثنين ثلاثة ولو هو أخذ بكلامك وعمل حيكون واحد خطير بس لو معملش ذنبه على جنبه، بس صعب تطور نفسك، لأنه الجمل لايرى اعوجاج رقبته.

"إن التنس رياضة صعبة، وهناك العديد من المنافسة طوال العام، وأنت تلعب وحدك".
رافائيل نادال، لاعب التنس، رياضي (1986 - )

زاد انشغالي من وقتها بالمنافسة وأحببت أن لا أموت قبل أن أكون ندًا كما يقول غسان كنفاني، بس مش لاقي منافس شريف قوي أقابله الند بالند مثل نفسي! مين قادر يقرأ كتب مثل التي أقرأها أكثر مني غيري؟ ومين قادر يتعلم الأشياء التي أتعلمها أحسن مني غيري؟ ومين قادر يكتب قصص مثل اللي أكتبها أحسن مني غيري؟ ومين قادر يعمل أفلام زي اللي بعملها أحسن مني غيري؟
كلمة المنافسة بمثابة جرس إنذار بالنسبة لي، إذا ذكر أحدٌ ما المنافسة تحسست مسدسي وأقول بشكل تلقائي ماتخلينا أصحاب أحسن!

"المشاراة والمماراة يفسدان الصداقة القديمة ويحلان العقدة الوثيقة، وأيسر ما فيهما أنهما ذريعة إلى المنافسة والمغالبة". 
عبدالله بن المقفع، مفكر، كاتب، مترجم.

كلمة المنافسة أصبحت مجرد مصدر إلهام بالنسبة لي، وهذا ليس بقليل! أشوف حد يقرأ بنهم، أو كاتب جيد يحكي قصص، أو صانع أفلام مثير للاهتمام، أستلهم منه أسلوبه وطريقته للتفوق على نفسي، آخذ أسلحته وأطوعها في معركتي الكبيرة ضد واحد ضمن ثلاثة، نفسي .. والشيطان والهوى ربنا يعيننا عليهم، وفي هذا فليتنافس المتنافسون.

شاركني برأيك في هذا الموضوع، ادلوا بدلوك، وشاركني برأيك كيف التنسيق بس؟ وكيف الخطوط والأحجام؟